الأم
… صاحت الأم بصوت مرتفع : أنا لست لصة ، لقد جرت البارحة محاكمة بعض المتهمين السياسيين ، وكان بينهم ابني فلاسوف . لقد ألقي في المحكمة خطابا .. إنني أحمله إلى الشعب حتى يقرأوه ويفكروا في الحقيقة .. .. ثم لوحت بالمناشير في الفضاء ورمتها فوق رؤوس الحشد حولها . هل تعلمون ما هي الحقيقة ؟ الفقر ، الجوع ، المرض … نحن نموت مرهقين ونحن معتمرون في الوحل ، مخدوعون بينها يمتص الآخرون كل الفرح والفوائد حتى التخمة . وأسرعت توزع المناشير للناس المحتشدين . فأمسك بها دركي من ياقتها وهي تصيح : وحدوا أيها الناس قواكم في قوة واحدة عاتية ! وصاحت في وجه الدركيين : إنكم لا تثيرون إلا نيران الحقد علیکم ! وأمسك بها أحد الدركيين من عنقها وراح يخنقها فشخرت . وكانت المناشير تملأ الفضاء ويلتقطها الحشد الكبير لمعرفة الحقيقة التي من أجلها قتلت الأم …. صاحت الأم بصوت مرتفع : أنا لست لصة ، لقد جرت البارحة محاكمة بعض المتهمين السياسيين ، وكان بينهم ابني فلاسوف .
المؤلف
غراتسيا ديليداالناشر
دار التكوين للطباعة والنشرالرمز الدولي
9789933579524رقم الطبعة
1سنة النشر
2018نوع الغلاف
غلاف ورقي





