العولمة والفقراء

يحاول هذا الكتاب أن ينقذ العولمة من أولئك الذين ينتقدونها ويعارضونها بقوة، ومن أنصارها الذين ينادون بها ويدافعون عنها. والطرح الذي يعرضه المؤلف يشير إلى أن العولمة تترافق مع النمو الاقتصادي الذي يراه ضرورياً لتخفيف حدة الفقر. ومن هذا المنطلق ينبغي تشجيع العولمة. وفي الوقت نفسه يجب على الحكومات، كما يقول المؤلف، أن تتبنى سياسات تنظر في حاجات الذين يقعون ضحية فقدان العمل بسبب العولمة. لهذا يمكن القول إن هذا الكتاب، في رده على خصوم العولمة، يؤكد على الإمكانات الكامنة فيها لتخفيف حدة الفقر، لكنه يوجه النقد الى المدافعين عن العولمة، الذين لايقرون بالتكاليف التي تفرضها هذه العملية على الضحايا الأبرياء. ويؤكد المؤلف في خطابه الى المعارضين الناشطين، أن عليهم ألا يرفضوا الاندماج العالمي لأسواق العالم بدافع حرصهم على العدالة، وبدلاً من أن يقفوا ضد العولمة،أو يدافعوا عن أحادية الولايات المتحدة في صوغ اقتصاد العالم، يجب عليهم أن يدافعوا عن مصالح فقراء العالم، وذلك عبر القيام بحركات سياسية تنادي باتفاقيات دولية تعمل على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد العالمي وضمان حقوق العمال.