المثقف في وعيه الشقي : حوارات في ذاكرة عبد الحسين شعبان
SKU: 9786144179970
72.00AEDPrice
صاحب هذه الشهادات عبد الحسين شعبان مفكر وكاتب وصحفي متمرس، صادق ومقنع في روايته لأنه ما عاد يأبه بمحاملة أحد أو بفريق حزبي أو زعيم دولة إلا ما سيقرأه أبناء العراق من وقائع وتاريخ كان هو شاهداً عليها وفاعلاً فيها.وهو يدرك بأنه، وفي هذه الحوارية، بصدد شهادة ثقافية فكرية للتاريخ لا تحتمل التأويل أو الإيهام أو التلاعب بالعبارات أو الألفاظ أو المحاباة، فلا العمر يتسع لذلك ولا ما حصل في تاريخ العراق من قدر من النكبات يحتمل أيضاً.كان المحاور الصحفي المتمرس توفيق التميمي جريئاً في أسئلته للحدود التي يكشف فيها شعبان نفسه وبطواعية المفكر، عن التباسات أو مواقف يستشعرها بحاسته وعمق تجربته مع الناس ومعاشرته لهم؛ لا سيما أهل بلده العراقيين، خصوصاً، في مرحلة اتسمت بالضبابية وفقدان البوصلة في أحيان كثيرة.ومن خلال أجوبته المتدفقة والمستفيضة سيعرف القارئ من شهادته الوافرة بأنه تحدى الآخرين مثلما تحدى نفسه في هذه الشهادة بأكثر من موضع أو إستذكار، وهو يعلم تماماً، أنه كما في الإنسان والحياة عموماً مواطن قوة وإحتمال، هناك أيضاً مواضيع ضعف وخور، ولهذا لم يتوان عن كشف ذلك؛ فروح التسامح التي تلبسته جعلته يتصرف خارج دائرة الإستقطابات والتقاطعات، ويجري جردة حساب مع الآخر ومع النفس بكل أريحيّة وشفافية.وإلى هذا، فإن ما سيقرأه في هذه الحوارية لا يحتاج إلى مقدمة أو توطئة بقدر ما يحتاج إلى إشارات عابرة ستفري القارئ وتشده إلى السفر المجتمع في سردية تاريخية وذاكرة شعبانية ستفصح عن تداعياتها وإغتيالاتها كهدير شلال متدفق، بما يمكن أن يثيره منظر الشلال من إفتتان وسحر وتهييج لحواس الجمال الكامنة.ويمكن القول بأن شعبان سيظل، ورغم ما أصدره من كتب ومطبوعات، وما ينشره سنوياً من مقالات في الصحف والمجلات، ينبوعاً لذاكرة لن تفصح عن كل مردياتها، فجاء هذا ليمثل تحدياً للمحاور مع نفسه كي يقتضى زوايا لم يروها حتى تلك اللحظة، لحظة إجراء هذا الحوار، وكذلك زوايا أخرى لم يسلط عليها ضوءاً بحجم تأثيرها في الذاكرة والتاريخ، ليأتي في نهاية المطاف وحصيلة هذا التجاذب الثنائي والمجهود المشترك نص سردي حروفه بين يدي القارئ بمتعة خالصة لا تخلّ بها صرامة الإلتزام قدر الإمكان، بصدق الرواية وأمانة السرد وحشد الشهود أحياءً وأمواتاً، وبصفة المحاوِر مشاركاً ثانوياً في هذا النص، وعبر إستفزازات أملاها عليه إنخراطه في هذا الحقل الشائك في مسالك الذاكرة العراقية، وبالأخص مسالكها السياسية، يشهد بأن ما أنجزه المحاوِرُ والمحاوَرْ معاً؛ هو أقرب للبانوراما البصرية منه للمدونة الإنشائية، رغم أن شعبان يطق ذرعاً بأسئلة المحاوِر الفضولية ولا تنقلاتها الهائجة من زمن لآخر، وكذلك لم يبخل بما تختزنه ذاكرته بما يلقي الضوء على موقف أو حادثة.ومع اليقين بالمتعة التي سيحملها قارئ هذه الشهادات معه في نهاية المطاف؛ سواءً تصالح معها أم لم يتصالح، سواء أكان خصماً لشعبان أم متعاطفاً معه؛ فإنه سيكون أمام سردية تثير في نفسه وذاكرته مكامن الأوجاع، كما تثير ينابيعَ من الأسئلة والإستفهامات، ولربما ستترك لديه صدمات تتعلق بأيقونات حزبية أو مرجعيات فكرية أو قامات إنسانية من لحم ودم، وسيلمس القارئ اللبيب الصدق في مسلسل هذه الحكاية المروية دون الرجوع إلى شهود إثبات أو نفي، بسبب أن شعبان تعمّد أن يجعل هذه المروية خالصة للحقيقة ومقابل لما زُوِّر وشوِّه من تاريخ الأشخاص والأحزاب، ولهذا كان حذراً من أن تكون له هذه الشهادة التاريخية فرصة لتصفية حسابات مع أحد من الخصوم أو الأعداء التاريخيين، وربما جاءت هذه الحيادية التامة من تمرّسه بالعمل القضائي والقانوني، وبما اكتسبه من ملاقحته لتجارب العالم وتحولاتها، ولقاء أبرز زعمائها التاريخيين، وبما اكتسبه من حكمة العمر في فريقه، ولكنها في النهاية تراهن على مصداقيتها في نصٍّ تختفي منه، قدر الإمكان، ملامح الأسماء وتستبقي الحوادث بعبرها ودروسها وخلاصتها النافعة، وتختفي الجمل الإنشائية الفضفاضة، وتبقى الوقائع كما هي بمرارتها وإنكساراتها ورومانسيتها الآنية؛ لأنه يدرك بأنه يدوَّن تاريخاً ملفوماً بالصراعات والتمزقات، وبدورات تاريخية لازمتها الفشل والهزائم، تاريخاً تصالحت على قمعه قوىً وأحزاب وأجهزة حكومية وتواطأت ضده إمكانات دول كبرى
المؤلف
توفيق التميميالناشر
دار بيسانالرمز الدولي
9786144179970رقم الطبعة
1سنة النشر
2014نوع الغلاف
غلاف ورقي




