مرايا سائلة
معتمداً على "حدوس وشطحاتٍ وتخيّلات"، ومنصتاً لمنطق الأماكن، استنطق البرغوثي اللغة للوصول إلى ما وراءها، فتح عينيه على ما فيها من سحرٍ وطاقة. بالنسبة له، اللغة "سحرٌ أسود"، ومهارته تجلت في وصف أشياء ومشاعر وحالات "لم تُخترع لها لغة بعد". في حالته، الشاعر ساحر؛ عرّافٌ يستقرئ كوناً وثنياً يغصّ بالإشارات والعلامات، تماهى مع تيريزياس العرّاف الأعمى في أكثر من موضع في "حجر الورد"، و"مرايا سائلة"، و"سأكون بين اللوز"، حيث اعترف بأنّه كان ينادي نفسه بتيريزياس. هل اتّخذ من هذا العرّاف الأعمى قناعاً له؟ قناع؟!... أكتب الكلمة فأشعر بأنّني كقارئة أخون حسين البرغوثي بشكل ما؛ أسيء فهمه هو الّذي كان هاجسه الممضّ أن يُساء فهمه، معه لا مجال للأقنعة السطحيّة لأنّها "ماكياج، حفلة تنكّريّة، ترف". إنّ عمق التجربة هو صدق التحوّل فيها، فالشاعر "لا يلبس قناع قطّة أو ثور أو شبحٍ مثلاً، لا، إنّه يصير قطّةً أو ثوراً أو شبحاً". وصف البرغوثي عودته إلى رام الله بالعودة غير المتقنة أو غير المحكمة الحبكة، لكنّ عودته تلك كانت وسيلته للتحديق في مرايا الذات، ولتفسير حياته إنطلاقاً منها. منصورة عزّ الدين
المؤلف
حسين البرغوتيالناشر
دار الاهليه للنشرالرمز الدولي
9789957392284رقم الطبعة
1سنة النشر
2018نوع الغلاف
غلاف





